الخميس، 16 أكتوبر 2008

( الانسان بناء الله على الارض، ملعون من هدمه) حديث شريف


من اجل يوم نقدس فيه الانسان العربـي

انها اروع عبارة قرأتها في حياتي ، اذ اختزلت كل ما افكر فيه و كانت كلمة الحسم بين ما نراه ونعيشه وبين ما نؤمن به او يؤمن به
الاسوياء من البشر ، نعم انها الكلمة الاجمل والاكثر دقة في وصفها لواقعنا المر والمتخبط انها كلمة (الهدم ) وليست تلك الكلمات الجزئية المسوفة في وصفها للقتل او الابادة او الايذاء او الاعتداء او التجويع او الاضطهاد وكل المصطلحات المرعبة الاخرى التي فقدت هيبتها بتكرارها اذ ان ما تمدنا به وسائل الاعلام العالمية والمحلية من صور ومصطلحات يخفف بشاعة ما يجري على رؤوس العباد والاشهاد حتى صرنا مدمنين لتلك المشاهد وتلك الاخبار والمصطلحات كصنف من صنوف السادية الغير معلنة بل ان ما يحدث في منطقتنا لو حدث في دولة من دول الموز والكاكاو لكان سببا لرفضهم وتوحدهم وهبوا لمواجهة كل من يمس حياتهم او كرامتهم لكننا اكتفينا بالمشاهدة واكتفينا بالصمت وتقبلنا بكل سهولة ما يحدث.
الهدم ليس فقط ان نقتل انسانا فنحيله الى جثة هامدة بل الهدم الافظع ان نقتل كل شيء جميل وبريء وطاهر في داخل بني جلدتنا فيصبحون امواتا احياء تمضي بهم الايام والسنون فلا خلاص ينجيهم ولا شفاء يخفف عنهم ، اني وبسبب هوسي المفرط بالعقل البشري حاولت جاهدا ان اعرف ما يشعر او يفكر به الناس من اصدقاء وزملاء واقارب وحتى من الذين التقي بهم لقاءا عابرا والذي يصدمني في كل مرة ان لدى كل واحد فينا الف قصة وقصة تثير من الأسى ما لا يسعني معه الا ان اكتم غصتي، اننا فعلا امة ميتة حية تقبلت وبكل سكون وتواني الذل والمهانة والقسر رغم تبجحنا بتراث الاباء والاجداد المشحون بقيم الكبرياء والمنعة وان كنت اجده تراثا خاويا في محتواه لأنه اختزل في بيت شعر عربي واحد يقشعر منه بدني كلما تذكرته وهوعندما يقول شاعرهم وبكل فخر واعتزاز
والظلم من شيم النفوس فأن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
ولشد ما فرحت وصعقت في آن معا عندما قرأت تقريرا حول رواندا افاد انها قد تحولت الى مركز تكنلوجيا الاتصالات في غرب افريقيا وجنوب الصحراء بعد خمسة عشر عاما من المذابح المروعة حتى استحقت لقب سنغافورة الافريقية رغم كل ما مرت به ورغم الايدز والفقر والعزلة عن البحر وضعف الموارد حتى اصبح ما تنتجه في هذا القطاع يفوق ما تنتجه افريقيا السوداء الفقيرة الثرية بأجمعها ،فرحت لان شعب رواندا اثبت ان الحياة تستمر وحزنت لان شعوبنا العربية تثبت يوما بعد يوم ان الحياة ليست حتى شيئا جديرا بالاهتمام.
اني اكتب هذه الكلمات وتمر بخاطري صور ومشاهد أناس تحاورت معهم وحتى ما ممرت به كأنسان عربي - لأني اعتقدت وما زلت اعتقد اني لن اتمكن من فهم نفسي ما لم افهم الاخرين - وفي احد الايام هزتني دموع رجل مسن تناقشت معه حول ما يحدث في دولة عربية من قتل وابادة وقد استذكر حينها مشهدا رآه بالامس على الفضائيات للجثث المتناثرة والمتقطعة لمذبحة شبه يومية تجري في تلك الدولة ، انها المرة الاولى التي اشاهد رجلا يبكي على الاقل في سن مثل سنه لكن دهشتي لم تدم عندما تذكرت انه ليس من جنسية عربية بل على العكس ان بلده قد مر بحرب دامية مع الدولة المذكورة، ان هدم الانسان العربي الجمهوريات الملكية لا يحدث في الاقبية والسجون السرية بل يحدث بين ظهرانينا وامام اعيننا فلا نجيب صريخا ولا نحرك ساكنا وان فعلنا شيئا فاننا وللاسف نكتفي بالاعراب عن الاسف !!!!
ان خطورة الهدم البشري بشقيه الجماعي والفردي تكمن في طبيعتها فهي عملية تفاعلية تسلسلية متشعبة فأننا اذا مسخنا انسان او مجموعة من الناس فأننا نخلق وضعا يستنسخ نفسه مع مجاميع او افراد آخرين وليست كعملية الهدم المادي التي تحيل البناء الى ركام لا حراك فيه فهي عملية تجري بأتجاه واحد، اننا بحاجة الى ان نتكلم وان نناقش ونرفع الاغطية، بحاجة الى خلق احساس بالادمية الحية،يجب ان ننوع مصادرنا المعرفية والفكرية بل وحتى العقائدية، ان نمر بعملية شفاء طويلة وصعبة وربما بحاجة الى يوم واحد من ايام السنة المملة نخصصه لقدسية الانسان العربي نعلن فيه ان الانسان بناء الله على الارض، ملعون من هدمه.

ازهر مهدي

ليس بالسياسة وحدها تحيا الامم





(شاب عراقي لطيف يحب احاديث السياسة )

عبارة اطلقتها اغاثا كريستي في وصفها لشخص عراقي ورد في احدى روايتها البوليسية و لم تأتي كلمتها تلك من فراغ فهي قد عاشت في العراق وعرفت الكثير من خصائص هذا المجتمع الذي يستعصي على فهم الكثيرين ، اننا شعب يحب الحديث في السياسة ويؤمن بالسياسة ويقدس السياسة لكنه لا يجيد السياسة ، فلقد انصب تفكيرنا السياسي في الجانب العقائدي منه فكانت القومية العنصرية والشيوعية القسرية والاصولية التكفيرية هي الانماط التي جلبت لنا الكارثة تلو الكارثة وفي كل مرة نقول ان القادم افضل من السابق لكن العواقب اخطر دوما والندم والتحسر على ما فات هو كل ما حصلنا عليه لكن ولات حين مناص ولم نفكر يوما بان السياسة هي وسيلة وصل ويصل من خلالها المنتفعون ليحكموا بها المساكين والمعذبين في الارض ولم نفكر ان الساسة هم مجرد موظفين يمكن خلعهم واستبدالهم بالاصلح ( ان وجد بينهم الصالح ) فكانت كل حقبة اسوأ من سابقتها لأنها وليدة عنها ووريثة شرعية لها، لكن ما العمل لشغل الفراغ الذي ملأه الساسة وداسوا عليه بعدها بأحذيتهم البراقة ؟ اظن الحل الامثل هو باتباع اسلوب التقليد الخلاق الذي تسير عليه الأمم الوليدة الحديثة – في مقابل التقليد الاعمى الذي سرنا عليه – بواسطة الحجر على السياسيين ومراقبتهم اذ للأسف فهم شر لا بد منه ونحن ملزمون بالعيش في ظلهم الوارف !!!!!! لكن كيف ؟ الحل هو بتقليص سلطاتهم وصلاحياتهم وعدم السماح لهم بالتغلغل الى مناحي الحياة القصيرة والضيقة التي وضعونا فيها من جهة والسماح للمؤسسات المدنية والدستورية المستقلة بتولي العمل وادارة البلاد كما هو حاصل في جميع بلاد الله المتحضرة فمن الطريف حقا ان لديهم احزاب تهتم بالبيئة واحزاب تهتم بالعمل الاجتماعي واحزاب تهتم بحقوق الانسان وهي ذات دور فعال في ادارة الدولة فالجميع يحترمها والجميع يسترضيها الاسلوب الآخر هو الاندماج مع تلك الامم واستيراد ( واقول استيراد ) طريقتهم في العيش والحكم فقد اثبتنا فشلنا كأمم متخلفة عن ركب التقدم والتواصل مع انفسنا ولم ننجح الا بخلق النزاعات والاضطرابات فصرنا عالة على الغير مشردون في الارض مذبوحون في ديارنا غرباء عن هذا العالم وجيراننا الالداء الذين شمتوا بنا حينا ونصروا جلادينا وانتهبوا خيراتنا في احيان اخرى يتربصون بنا الدوائر للانقضاض والتشفي بنا ، لكن قد يعترض السادة من السياسيين الافاضل انه كيف يمكن الانسلاخ عن ماضينا وتراثنا وقيمنا ومحيطنا وكل تلك الاجوبة الجاهزة والمعلبة التي يصمون بها اسماعنا في الليل والنهار؟ اقول لهم وانا العبد الحقير الذي لا يمتلك تجربتهم السياسية المحنكة ولا استطيع رفع شعاراتهم العصماء ان كل ذلك لا يساوي حياة انسان عراقي عانى ويعاني من تلك القيم ومن ذلك الماضي التليد الذي زهقت فيه الارواح بالملايين وليس الالاف وها قد خبرنا الاخوة المجاورين لنا عرفنا مدى حبهم لنا ونحن ننتمي الى نفس المنطقة ونتشارك معهم نفس التاريخ واللغة والدين والثقافة
ان التقليد الخلاق او استيراد التجارب الناجحة من تللك الامم المتحضرة ليس امرا بعيدا عن الواقع او التاريخ فالمسلمون استوردوا اسلوب الحياة الفارسية والاغريقية والسريانية وغيرها من الثقافات الاخرى فأنتجوا حضارة راقية لازلنا نتباكى عليها وان امة عظيمة مثل الهند قد استعملت اللغة الانجليزية لغة رسمية لها ونقلت جميع مناحي التمدن المعاصر اليها والعالم كله يشهد النهضة التي تعيشها الهند لكن بقي الهنود هنودا ولم اسمع من هندي وانا مقيم في دبي انه يخجل من هنديته بل على العكس دائما يفخرون بأنهم ينتمون الى بلد ديمقراطي ذي تاريخ يضرب بأطنابه في اعماق التاريخ ناهيك عن اليابان وكوريا وباقي النمور اللآسيوية ، ومرة اخرى كيف ؟ لقد تحولوا الى شعوب متعلمة ثم الى شعوب منتجة ومن ثم الى شعوب مبتكرة وهم يسودون العالم بأنفتاحهم على العالم محتفظين بقيمهم وتراثهم و وبساطتهم وشرقيتهم.
اننا يجب ان نتوقف عن السياسة العقيدية ونتعلم السايسة العملية التي تؤمن بفن العيش وان نؤمن اننا لسنا فئران تجارب عرضة ليتحكم بنا كل من هب ودب من المغامرين

ازهر مهدي

Azhermahdi@gmail.com

الاثنين، 6 أكتوبر 2008

هناك حكمة تقول ان حياة الأنسان تبدأ بعد الاربعين !!!!!!

عبارة قالتها لي البائعة الاسيوية عندما شاهدتني اتفحص بعض الملابس الشبابية الجميلة في احدى المحلات الراقية في دبي ولما اقتربت مني مبتسمة وهي تقول كيف اخدمك سيدي ؟ شعرت بأني في المكان الخطأ فما كان مني الا ان اجبتها بالنفي قائلا (كلا شكرا انا اتفحص الملابس فقط فأن عمري لا يساعدني على لبس الملابس الشبابية جدا للأسف !!! ) ، فما كان منها الا ان ابتسمت مرة اخرى لتقول ( كلا يا سيدي لا اظنك محقا اذ إن حياة الرجل تبدأ بعد الاربعين ويمكنك ان تلبس ما تحب وتعيش كما تحب )، ولم تنس ان تبتسم ابتسامتها الخفيفة الهادئة للمرة الثالثة ، لا اعرف لماذا تذكرت حينها بائع السمك في بلادي عندما تتناقش معه حول اسماكه ونوعيتها وصلاحيتها فيجيبك قائلا بتعالي ووقاحة و رائحة السمك الخانقة تفوح منه ( ان هذا السمك ليس طعامك ) - اي انك لست ذواقا لتعرف قيمة السمك او نوعيته - وفعلا ساعدتني تلك البائعة الآسيوية لايجاد بعض الملابس الجيدة التي تناسبني مع اضفاء الروح الشبابية عليها ( علما اني لم ابلغ الاربعين لكن اثر الايام كان كافيا ) وبعد ان اشتريت بعضها خرجت من المحل سعيدا بما لدي واكثر ما ابهجني ان هنالك من ذكرني بشيء لعلني سمعته قبلا لكن ليس بهذا اللطف ، ربما كانت تلك البائعة تمارس عملها في الترويج لبضاعتها او ربما هي لطيفة بالفعل او ربما هي الحقيقة ايضا ، لم يهمني حينها اي من هذه الامور فالمهم اني سعيد بما اشتريت وبما سمعت ، احيانا تكون الاحداث والوقائع التي نواجهها في حياتنا ليست بالامر المهم بقدر اهمية نظرتنا الى هذه الاحداث والوقائع فلماذا لا يستمتع المسنون بما لديهم من تجارب ككنز اكتسبوه وامتلكوه بدلا من التحسر والأسى فأن الانسان في شبابه يسعى الى ما لم يمتلك بعد وبمعنى آخر انه لا يستمتع بالحياة الا بعد تجارب وخبرة، ومثال آخر على النظرة الايجابية او السلبية للاحداث فعندما يصطدم شخصان في الطريق وتسقط اغراضهما فيعتذر احدهما من الآخر ويساعد بعضهما البعض وقد يصبحان صديقين في المستقبل ، وعكس النتيجة عندما يصطدم شخصان آخران فيتبادلان الشتائم والاتهامات لينتهي بهما الامر ربما في مخفر الشرطة فهي حالة واحدة ونتيجتان مختلفتان ، اتذكر طفولتي نهاية السبعينات الجميلة عندما اصطدمت سيارة والدي بسيارة اخرى في طريق العودة من مصايف الشمال الخلابة في العراق فانتهت المسألة بحل بسيط وودي الا وهو ان شيئا لم يحصل ويمكن اصلاح الضرر بسهولة وتحركنا جميعا من دون ان يؤثر ذلك الموقف على اجازتنا الصيفية الممتعة !!!، تذكرت ابناء شعبي سابقا ولطفهم وهدوئهم وتذكرت ايضا المسار التدريجي الذي هبطنا به الى حالة من التوتر والتشدد والتناحر والتسابق الغير منطقي نحو التسلط في جميع مجالات الحياة ناهيك عن الكوارث الاخرى بسبب زمرة من المغامرين والاشقياء الذين سيطروا على البلد في ليل اسود منذ ثلاثين عاما فحولوا اجمل واغنى واعرق بلد الى ما هو عليه الان ، خلاصة الامر ان الكثير من الاحداث اليومية قد لا تحمل معنى محددا بذاتها بقدر ما تحوي امكانية إثارة ردة فعل سلبية او ايجابية في الانسان الذي بدوره يتفاعل مع الامر من منظوره الشخصي ، انني عندما افكر بهذه الطريقة لا اريد ان اجرد الاشياء من معانيها بل ما اريد قوله اننا يجب ان نستوعب المعاني ونستخلص العبر ونظهر طاقتنا الايجابية عند التعامل مع الطواريء او حتى الاحداث العادية العابرة وإلا فكيف نفسر قدرة الكثيرين الذين حولوا مصائبهم و معاناتهم الى ابداعات خلاقة ؟ بل ان منهم من اعتبر ان ما مر به كان ضروريا ليصل الى ما وصل اليه.
يبدو ان هنالك ثقافات ذات طاقة ايجابية واخرى على العكس تماما فبعضها يمجد مفاهيم التسامح والتواضع والتعاون واللطف فيكون تعاملهم مرحا وبالنتيجة تكون حياتهم العملية اكثر ابداعا لان لديهم طاقة بناءة تصلح العطب وتداوي الضرر، ولا ينسى الاطباء عند دراستهم لظاهر طول متوسط العمر لدى بعض الشعوب التطرق الى حالة النظرة الايجابية للحياة وأثرها على حياة الانسان وذلك من ضمن قائمة تشمل التغذية والتمارين الرياضية والعلاج وفي الجانب الاخر نلاحظ ثقافات ذات طاقة سلبية تسعى الى فرض وجودها بأفراطها بمبادي القوة والتسيد والتسلط والتعالي او بمعنى آخـر ( أتغدى به قبل ان يتعشى بي ) او بمعنى آخر ( انا أولا ولا شيء بعدي وليذهب الجميع الى الجحيم )
وهي عموما مفاهيم ورثناها او خلقناها وبررناها ومما يححز في النفس أننا تلقفنا وابتلعنا وهضمنا كل شيء من التكنلوجيا الاستهلاكية ولم نتعلم بعد الاسس الحقيقية التي سبقت التكنلوجيا وسبقت التقدم فالحضارة والتقدم هما عبارة عن مباديء واخلاقيات اكثر من كونهما انتاج صناعي مهما اختلفنا مع تلك المباديء والاخلاقيات ، وفي مرة عندما حدّثنا احد الاشخاص عن انبهاره بما شاهده في الصين ويقينه بأن الصين ستغزو العالم في المستقبل القريب وأن شمس العالم المتحضر التقليدي ستغيب خلال مدة وجيزة ، أجابه احد الحاضرين جوابا رائعا عندما قال ان ما يحدث في الصين هو عبارة عن استنساخ وتقليد لما حصل في العالم المتحضر التقليدي الذي نعرف وإن الحضارة الحية هي التي تنتج ابداعا وفكرا وفلسفة وفنا ومؤسسات اجتماعية وتكرس حقوق الانسان بالاستناد على التخطيط الدقيق والتنظيم المدروس وان الصين رغم ما تقوم به فهي تعمل على سرقة الابتكارات واعادة تصنيعها ولحد ألان لم نسمع عن تطور اجتماعي او ثقافي يذكر يترافق مع تلك الفورة فالمداخيل بصورة عامة لا تزال منخفضة بإستثناء القلة القليلة ولا يتمتع الفرد بأي امتيازات او ضمانات اجتماعية – في آخر قلاع الشيوعية العمالية والفلاحية - وقد هجر الكثيرون مزارعهم للالتحاق بالمصانع التي أنشاها المستثمرون هربا من قوانين العمل والضرائب في بلادهم ناهيك عن سيطرة الدولة على حرية الفكر والاعلام واشرافها المتزمت على الفكر والادب والفن والانجاب وتفشي الفساد والرشوة وازدهار طبقة من السياسيين النفعيين الرأسماليين بلا وازع او رادع
وأن بدأت المقالة بالكلام الرائع للبائعة البسيطة فاني لا انسى كلمة ارسطو عندما قال ( قد يكون الشاب عالما لكنه لن يكون حكيما لأن الحكمة تتطلب ممارسة وتعوّد ) واعتقد ان ما مر به شعبي مع شعوب المنطقة منذ القدم بحلوه ومره اكبر فرصة لنكتسب الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا.

ازهر مهدي
Azhermahdi@gmail.com

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

هل صحيح أننا أمة لا تعرف الفرح ؟!

هنالك اغنية عراقية قديمة جديدة - لا اعرف ان كانت اللهجة مفهومة لدى الاخوة والاخوات من غير العراقيين لكنها تبدأ بجملة - خطار عندنا الفرح - اي ان الفرح قد حل ضيفا علينا وهي رغم قدمها لا زالت تقول الكثير عن حالنا الواقع انها تتكلم عن الفرح وكيف اننا حزانى لان الفرح يمر سريعا بنا لانه ضيف عجول يمر بطرقاتنا ومساكننا كالنسمة التي لا تقر،اننا تعيسون لان الفرح ليس رفيقا دائما .......الى آخر الكلمات الحزينة واللحن الاكثر حزنا ،هل اننا شعوب سعيدة ؟لا اعتقد ،المشكلة اننا لا نعرف كيف نكون سعداء ولا نصدق اننا سعداء اذا حل بنا ضيف الفرح .هل ولدتنا امهاتنا لنظل اسرى هذا الحزن الدائم؟ هل صحيح اننا لا نستطيع الا ان نستسلم لهذا القدر السرمدي؟ هل جربتم ان تضحكوا من دون ان تجدوا من ينعى عليكم ضحكاتكم ومسراتكم او يحتسبها لديه ليقوم بتنغيصها عليكم لاحقا ويفكر الف مرة كيف يطرد عنا وعنكم هذا الضيف الخفيف الظل الذي لا يزورنا كثيرا؟ نحن امة لا تعرف الفرح ولا تحب الفرح ولا تقدر الفرح كم حزينة هذه الاغنية بكلماتها الحزينة والمتشائمة في نظرتها الى الفرح؟ كنت احسب ان وطني العراق قدر له ان يظل جريحا وحزينا لانهم ارادوه ان يكون كذلك لكنني رايت ان العرب امة تخجل من الفرح وتخاف منه لا نفتح له ابوابنا اذا مر بنا لا نحتفل به اذا ابتسم لنا لا نحتضنه اذا سلم علينا لاننا نخاف من ضحكاتنا ونخاف الذين يشاهدوننا نضحك لانهم قد يضحكون علينا او حتى قد ينتقمون منا بسبب هذه الجريمة لكن هل نستسلم ونقبع تعساء في مراقدنا وننتظر الضيف الذي يمر سريعا؟ لماذا لا نتبنى الفرح؟ لماذا لا نعشق الفرح؟ لماذا لا نحيا مع الفرح؟ لماذا لا نتبرأ من الذين لا يفرحون او يتركوننا نفرح؟ لماذا لا نخرج الى نور الشمس ونقيم مهرجان الفرح مثل بقية الشعوب الذين يفرحون بابسط الاشياء؟ بعضهم يفرح بالغناء او بقراءة قصة قصيرة او القيام بعمل يغمره بالسرور او بلقاء الاحبة او بالخروج لاستكشاف الحياة القصيرة والواسعة ففيها الكثير الذي ينتظرنا أوممارسة أي هواية بسيطة لكن مهمة
آملا ان نشعر بالفرح جميعا ونرفع صلواتنا لشعوب امتنا ان تنسى لغة الموت وان يعمها السلام فقد قاست أمتنا اكثر من اي امة اخرى واسقطت كلمة الفرح من قواميسها، في المرة القادمة اتمنى ان لاّ يمر الفرح بنا وبكم ضيفا عجولا بل ان يبقى بين ظهرانيكم حتى ابد الابدين

ثورات الزهور وثورات القبور من جورجيا الى مصر ومن سيكاشفيلي الى حسني مبارك

"عندما التفت خلفي وجدته يقدم لي باقة من الزهور"

هذه العبارة التي قالها من يسمى الدكتاتور الجورجي السابق ادوارد شيفاردنادزة بحق غريمه المعارض ميخائيل سيكاشفيلي عندما فتح حرس البرلمان الابواب وليس الرصاص للمعارضين ليدخلوا الى قاعة البرلمان مطالبين بتنحي الدكتاتوررررررررررر عن منصبهه ليتنحى بعدها ادوارد شيفاردنادزه عن منصبه ويترك الحكم الى غريمه الشاب في نفس اليوم ، في ثورة من الزهور لبلاد لا تنتج شيئا سوى الفواكه والنبيذ وفعلا فالزهور كان لها عظيم الاثر في الجميع ،فلم ترق قطرة دم واحدة بعدما رفض الجيش خيانة شعبه ولم تعلق المشانق في الطرقات ولم يدخل الناس الى السجون والاطرف من ذلك ان الدكتاتور الجورجي لم يتفوه بالسباب والشتائم على معارضيه ولم يتوعدهم بالويل والثبور والعمالة والتحالف مع اطراف اخرى ولم يهددهم بقطع اعناقهم وارزاقهم !!!!!!!!!!! بل تنحى بكل هدوء ولم ينس ان يذكر العبارة اعلاه بحق معارضه العنيد في مقابلته التلفزيونية على قناة ابو ظبي الفضائية والجميل انهم اي الجورجيين واصلوا حياتهم البسيطة في اليوم التالي وخرج كل الى عمله بل واستمر الجميع بزراعة الزهور ولم ترهبهم روسيا بجبروتها وطغيانها الذي صدرته الى عالمنا العربي والاسلامي المسكين ،وقبل مدة شهدت جورجيا انتخابات حاسمة لتقرير مستقبل الدولة الصغيرة والستراتيجية في آن معا ، في ظل اجواء ديمقراطية صاخبة لكن متحضرة لدولة حديثة العهد بالديمقراطية لكنهم حتى في طفولتهم السياسية اظهروا نضوجا ووعيا يجب ان نحسدهم عليه فلم تعلن الاحكام العرفية ولم يحصل الرئيس الحالي والمعارض السابق على نسبة الالف بالمائة ولم يخرج النقاش عن حدود الادب ولم تشهد البلاد اعمال شغب قبل اعلان النتائج النهائية وبعدها ، اما نحن الذين نتشدق بالتاريخ والاخلاق والتقاليد والاعراف كنا ولا نزال امم مجردة من اي حس انساني او ادبي او سياسي ، نخرج من استعمار خارجي لندخل الى استعمار داخلي اكثر وحشية وظلما وفي كل يوم نترحم على اليوم الذي مضى وفي كل حقبة يقفز ابناء الشوارع والمواخير على ظهور الشعوب ليتولوا السلطة باسم الشعب وباسم الله وباسم الحق وباسم الشرف وباسم المصالح الوطنية وباسم كل ما هو مقدس وهم مجردون من اية قيمة او مبدأ اخلاقي.ولن اكرر الكلام المعروف عن الجرائم التي ارتكبها اولئك او هؤلاء لكن أكبر ما يؤلمني هو ذلك الصمت وذلك الهوان الذي بلغناه على يد من كانوا ابطالا وقادة يوما ما فحولونا الى مسوخ بصورة بشر والافضع هو توانينا واقتناعنا بأنهم قدرنا المحتوم واننا لن نعدم من يقول ان هؤلاء القادة هم افضل من غيرهم لأنهم الوحيدون الذين يعرفون كيف يسوسون البلاد والعباد ، واني ههنا اود ان اسأل الى ماذا اوصلتنا سياساتهم وحنكتهم فأذا تجاوزنا المغرب الذي يصدر فتيات الدعارة الى العالم او استثنينا حروب الابادة المحلية والعربية التي تجري بحق العراقيين وتغاضينا عن التطهير العرقي في السودان او تكتمنا على القمع المستشري في كل الدول العربية فاننا قد نجد انفسنا مذهولين امام تقرير يتحدث عن مصر كنانة العرب التي خلقت النموذج الامثل للدكتاتورية في عالمنا العربي السيء الصيت على يد البطل المفدى جمال عبد الناصر !!!!!!! اذ يتحدث التقرير الذي اعدته الحكومة المصرية بنفسها عن اطفال الشوارع والذي قدر التقرير ان عددهم يتراوح بين 200 الف الى مليون طفل مشرد ربعهم دون سن الثالثة عشرة رغم ان المطلعين على الملف يشيرون الى ان العدد اكبر من ذلك بكثير ووفقا للتقرير يمثل الذكور 92% منهم والباقي 8% هم من الاناث وان نسبة 45% منهن تعرضن للاغتصاب وخمسون بالمائة منهن يمارسن الدعارة ، هذا اذا كانت عمليات الاغتصاب تتم بحق الفتيات فقط او اقتصرت المعاناة على الدعارة فقط لكن ليس كل الاطفال الغير مشردين في كنانة العرب هم من المحظوظين ففي تقرير آخر يتحدث عن احصائيات غير رسمية لعمالة الاطفال في مصر يقدر ان هنالك مليوني طفل مصري تقل اعمارهم عن عشر سنوات يعملون في مختلف انواع الحرف الشاقة والصعبة من دون حقوق او امتيازات او حتى رعاية بسيطة ، هذه هي احصائيات بسيطة لم تتضمن بقية الانتهاكات بحق الأطفال الآخرين وبالطبع فأن التقارير الأخرى عن انتهاك حقوق الكبار والبالغين هي اكثر واوسع وربما مما يخفف من قبحها في نظر البعض ان الكبير يمكن ان يتحمل ما يتعرض له لكن اثبتت التجارب التاريخية ان الظلم لا يستثني فئة دون اخرى فالكبار والصغار في عالمنا العربي هم الضحية وبالتأكيد أنهم اصبحوا او سيصبحون ادوات الجلاد في يوم ما فقد عاشوا وتقبلوا وتفهموا الظلم فلم لا ينقلونه الى غيرهم ولم لا يتعرض غيرهم الى ما تعرضوا له ؟.ومن العجيب ( والعجيب لدينا يضحكنا ويبكينا ) ان الغيرة العربية لم تثر لدى احد و فلم يصدر شيخ الازهر المهتم بتحريم طباعة الكتب والمنشغل بالدعاء للرئيس بطول العمر وهوالمستعد دوما لتنفيذ ما يصدره له المسؤولون من تعليمات اقول لم يصدر تعليماته السامية برعاية هؤلاء الاطفال او اثارة قضيتهم واذا كان منشغلا بمهامه الادارية لم يجد احد من طاقمه الكبير الوقت الكافي لتوعية الشعب عن ما يحدق بهم من اخطار الجهل والفقر والتعصب والمرض والتشرد فقد تمخض العقل الجبار لهؤلاء بأصدار فتاوى غريبة وعجيبة لا تسمن ولا تروي من ظمأ.والمثقفون المصريون حالهم حال بقية المثقفين العرب لا يعرفون من الثقافة سوى كيفية اثارة الكراهية والتحريض على الاخر ولا يجيدون الا فن الصراخ وشتيمة الغرب او الهروب الى دولة اخرى تمنحهم حق الاقامة ولا يمانعون في الوقت نفسه ان تكون تلك الدولة دولة غربية والاعجب من ذلك انهم يعملون ويتآمرون بعدها ضد المجتمعات التي آوتهم وجمعتهم تحت جناحها بعد ان كانوا على قارعة الطريق وقائمة الصامتين طويلة جدا.في كل مرة يزداد يقيني وايماني بأن المفهوم الغربي حول الانسان والانسانية وحول الفرد والمجتمع هو المفهوم الذي يجب ان يسود واننا يجب ان نستورد كل ما تنتجه تلك الحضارة العظيمة من ابداعات وافكار انسانية خلاقة لاننا وببساطة لا نعرف سوى قطع الاعناق والارزاق والباقي في الباي باي

المجتمعات الأليكترونية


كلنا نتذكر الايام الجميلة والبسيطة التي لم يمرعليها وقت طويل عندما كنا نعيش حياتنا اليومية بسهولة ويسر، نستعمل الهاتف الثابت وجهاز الفاكس والتلكس في اتصالاتنا باعتبارها احدث ما وصلت اليه التكنلوجيا المعاصرة آنذاك وكنا نستطيع مخالفة النظم والتقنيات لاننا ببساطة نستمتع بالتحايل على تلك التكنلوجيا المبهرة حينها لنشعر أننا اذكى منها ، لم تكن هنالك كاميرات المراقبة التي تنتهك خصوصيتنا بأسم الاشراف والسيطرة وان وجدت فانها تتعطل بسرعة وكنا متأكدين ان اكثر تلك الكاميرات هي مجرد حديد خردة ستتلف بعد مدة من الزمن لأن تكلفة اصلاحها عالية ، لم تكن هنالك اجهزة الرادار التي تراقب السيارات فكنا نفعل ما نريد بسياراتنا الشخصية ولم تكن هنالك اجهزة الدفع الالية فكنا نستمتع باخراج النقود من جيوبنا لنشتري ما نريد وكنا نعرف كم انفقنا وكم نريد ان ندخر للغد ولم تكن هناك اجهزة صنع الشاي والقهوة فكنا نستمتع بشرب الشاي والقهوة من ايادي امهاتنا او زوجاتنا واذا ما كبر المرء منا اما يتزوج من يحب او يطلب من امه او اخته لتبحث له عن شريكة الحياة، وحتى المعدات والاجهزة والسيارات التي كنا نقتنيها كنا نعرف انها ستظل معنا لمدة طويلة فكنا نتوقف كثيرا لنتعرف على قيمتها النوعية والمادية لأنها ستصبح جزءا من حياتنا لمدة طويلة ، وشواهد كثيرة لا مجال لطرحها وسردها الان ،المهم حينها كنا نظن اننا في قمة التطور و كان لنا الوقت الكافي لنخلو الى انفسنا ونستكشف دواخلنا وكان لنا الوقت والحياة لنعيش مع احبتنا واصدقائنا وابناءنا كل ذلك لم يمر عليه سوى عقدان من الزمن او اقل فتغيرت الحياة من حولنا فجأة وكلنا نعرف كيف والى اين تغيرت تلك الحياة واهلها، فلن اثير الشوق الى الايام الجميلة والتي للاسف كنا لا نعرف قيمتها والان كلنا نتمنى ان يعود الى يوم من ايامها لكن ولات حين مناص.
عندما كنت في احدى الدول العربية لاحظت ظاهرة غربية عند دخولي الى محلات الانترنيت او عند تحدثي الى البعض من اهل تلك البلاد فقد كانوا مهوسيين بموقع التعارف الشهير ألا وهو موقع الفيس بوك فأنتابتني الرغبة لاستكشافه ( وانا هنا لست بمعرض انتقاد الموقع ) لكن حجم الشباب والشابات المهتمين بالموقع والباحثين عن الصداقات والعلاقات جعلني اتساءل عن نوع العلاقات الانسانية حاليا او لما ستؤول اليه الروابط البشرية على الصعيدين العام والشخصي فما الذي يدفع بهؤلاء الشباب والشابات الى البحث عن صداقات مجهولة وهم اذا ما نظروا حولهم سيجدون الكثير من الفرص الطيبة للتعارف الجدي خصوصا ان محل الانترنيت كان يضم العشرات منهم ، كأنهم يبحثون عن صديق او رفيق مجهول او مثالي لن يأتيهم الا عبر اسلاك الكهرباء لكن المؤسف في الامر ان قضية التكنلوجيا تخطت السرعة والدقة والكفاءة ولم تعد التقنية تتعلق بأصدار العاب تسلية او عروض اعلانية او وسائل اتصال جديدة اذ بدأ الانسان يعرض خدماته وبضاعته او يطلبهما كما يعرض جسده ومشاعره او يطلب جسد او مشاعر من اشخاص غرباء في عملية تواصل ميتة وخالية من الاحاسيس ويمكنه بضغطة زر واحدة ان يلغي علاقة او يدخل في علاقة جديدة كأبسط ما يكون ومن دون احساس بالمسؤولية ، لقد اصبح الانسان مرتبطا بكرسيه وجهازه مركزا فقط على السيل الهائل من الصور والافكار والاغرب من ذلك ان الانسان المعاصر وخصوصا الانسان العربي اصبح اقل تعلقا بالافكار الانسانية السامية فظهرت المنظمات الاجرامية والارهابية عبر الانترنيت التي تجند المتصفحين للقيام بأعمال مدمرة وكلنا نعرف ما يجري من حولنا من غسل للادمغة ، ناهيك عن ممارسات الدعارة والاحتيال والخداع.لقد كتب الكثير حول الاثر النفسي والاخلاقي والاجتماعي بشأن هذه الظاهرة وكيفية دفع الاثار المصاحبة لها لكن يبدو ان الانسان غير مهتم بكل تلك التحذيرات لكن المشكلة في منطقتنا العربية هي الاخطر، فأن الشباب من كلا الجنسين يلجأون الى الانترنيت للبحث عن التسلية وقتل الوقت فقط وهو ما يمثل في تقديري 80 % من حجم استخدام الانترنيت لدينا والقضية هنا لا تكمن فقط التلقي والتبادل والتواصل اذ لا بد ان نعترف ان للتكنلوجيا فوائدها العظيمة لكن الخطر يكمن في اننا لم نعد نعرف قيمة الوقت الا في تلك الحظات التي نهرب فيها من الملل ففي ظل وجود البطالة وانعدام الاهتمام المعرفي في المجالات الجمالية والادبية خصوصا ، وكذلك ضعف الروابط العائلية التي اصبحت شبحا يهدد الجيل الناشيء و التقليعات الفنية وحالة الاحباط العقيدي والثقافي لدى شبابنا المعاصر، انعزلنا في غرف او محاجر منكبين على شاشة لا تزيد مساحتها عن بضعة سانتيمترات متناسين الشاشة العظيمة الموجودة في الخارج الا وهي شاشة الحياة.لم نعد نتمكن من العيش من دون ان نسمع رنة المحمول الذي ينغص لحظاتنا صباحا ومساءا ونسير في الشوارع ونحن نخاف بطش الصور التي قد تلتقطها الرادارات ولم نعد نستمتع بتلك الرغبة البدوية الكامنة فينا في الاسراع احيانا ( وهنا لا اشجع على السرعة لكني اتحدث عن الرغبة الكامنة فقط ) واصبحنا مكبلين بالبطاقات الأئتمانية التي تلتهمنا بأسم تسهيل التبادل النقدي واصبحنا نبحث عن شريكة حياتنا بواسطة الانترنيت ومواقع التعارف متناسين السحر الذي كان يكمن في خصوصية العلاقة وبساطتها ونسينا حتى ان نشرب الشاي والقهوة عند عصر كل يوم وسط اهلنا في باحات دورنا العتيقة لكن الرائعة روعة الماضي التليد.
اني اعلم اننا لن نغير مسير حياتنا خصوصا في حالة التلقي والاستسلام لما تقذفنا به التقنيات الواردة من العالم المتحضر الذي تمكن من استيعاب التطور وهضمه وايجاد المخارج للتنفيس عن الاعباء النفسية للتطور المنشود حتى ان هذه الاسطر تعبر عن وصف لحالة اكثر من محاولتها لايجاد حل ما ، رغم اعتقادي المتواضع ان الحل يكمن في قدرتنا على هضم التقنية وكذلك الانتظار حتى نستوعب ما نمر به ، وهو اقصى ما نستيطع فعله لحد ألان .
ازهر مهدي

الاثنين، 29 سبتمبر 2008

شمس الاسلام تغرب عن ايران

سواء أكنت مؤيدا للجمهورية الاسلامية الايرانية ام معارضا لها او كنت مؤيدا للحكم الديني بصورة عامة ام مؤمنا بالفكر العلماني مهما كان وضعه او كنت مؤيدا للفكر الراديكالي التقليدي ام شخصا مؤيدا للحضارة الغربية الديمقراطية ، فأنك ومهما كانت انتمائاتك العقيدية ستتفق معي او مع اغلبية الشعبية الايراني عند تعرفك عن كثب على ما يدور هناك بأن شمس الاسلام بدأت تغرب عن تلك الامة العظيمة التي ساهمت كما لم تساهم امة اخرى في بناء الاسلام منذ نشأته ولغاية عهد قريب جدا.

اذا لم تسافر يوما الى ايران او انك لا تجيد الفارسية او انك لا تعرف اصدقاء ايرانيين وتغاضيت عما يشاع في الاعلام الاجنبي فأن مصدر معلوماتك الوحيد عن ايران سيكون الاعلام الايراني القوي والدعاية المدروسة والممنهجة باسم الدين وستعتقد انك تنظر الى المدينة الفاضلة حيث النساء المحجبات والرجال الملتحين يتظاهرون امام السفارات وخلال صلاة الجمعة ضد سلطة الغرب وقوى الاستكبار العالمي وستسمع التقارير التي تبين لك التطور التقني والعلمي الذي شهدته ايران بعد الثورة وما حققته من مكاسب للشعب وستفرح لما يقولونه عن التوزيع العادل للثروات التي تزخر بها ايران ناهيك عن مظاهر التدين وتطبيق الشريعة والكلام عن الاخلاقايات والمباديء والمثل كلها لتخلق لك ايحاءا قويا بأن الحل الوحيد لبلدك يكمن في تبني النموذج الاسلامي الايراني ، وهي الصورة التي يحب ان يراها اكثر مواطني عالمنا الاسلامي عن تلك البلاد باستثناء بعض المعادين لايران لدينا ممن لديهم خصومة طائفية ومذهبية مع الشعب الايراني من جهة واولئك الذين لديهم ومشكلات ستراتيجية مع النظام القائم من جهة أخرى

لكن اذا حاولت ان لا تتبنى صورة مسبقة في ذهنك عن ارض الميعاد الاسلامية او فضلت عدم تصديق ما يقوله الايرانيون لك عما يجري بحجة انهم من بقايا عهد الشاه فأستعد للصدمة التي ستصيبك وخيبة الامل ههناك بسبب ما تعرضت له من تغرير وغسيل دماغ لسنين طوال بمجرد ان تطأ قدمك الاراضي الايرانية وفهم ما يجري من كارثة.
قبلها اعود بالذاكرة الى الوراء عندما كنت يافعا واتذكر كيف استقبل الناس الثورة التي اطاحت بالحكم البهلوي الشاهنشاهي بالتهليل والفرح لاسباب كثيرة منها علاقات الشاه المخلوع بالغرب والرغبة بالتخلص من نفوذه في المنطقة وكذلك ازدهار الفكر الديني الذي ادلج فكرة الوصول الى السلطة وانشاء حكومات ودول دينية تعيد لنا امجاد الماضي والغريب ان التأييد للثورة الاسلامية حينها لاقى ترحيبا من اطياف واسعة ومتباينة ضمت الشيوعيين المعادين لامريكا والقوميين المعادين للشاه واسرائيل ،والاصوليين المعادين للجميع لكن وبمرور الايام استطاع الغرب بقوته مستعينا بالاموال العربية من تحجيم المد الديني المرعب للثورة كذلك فأن ما قام به الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بمحاولته الدخول في حرب مع جارته الشرقية وتحقيق احلامه في السيطرة على مقدرات المنطقة واعلان نفسه وريثا لقوة الشاه كان له اكبر الاثر في تغيير مسار الثورة التي بدأت أخلاقية لتندثر الى الحالة المشينة التي نراها من الداخل
ان الحديث عن ثورة العام 1979 طويل ولا تتسع له هذه المقالة لكننا في نفس الوقت يجب ان نكرم المناضلين الاوائل الذين قاموا بها من آمنوا بالتغيير ابان الثورة وبعدها واولئك الذين انزووا بعيدا فلم يلوثوا ايديهم وجيوبهم والذين بذلوا حياتهم رخيصة لتحقيق حلمهم في خلق مجتمع حر في ايران ، كانوا شبابا وشابات في مقتل العمر اعتنقوا مباديء عظيمة واخلصوا لها من دون ان يجبرهم احد على فعل ما فعلوه وان هؤلاء الشباب الشابات الذين كانوا بمئات الآلاف ناضلوا وجاهدوا عن قناعة وفكر ودراية وليس انجرافا وفوضوية وهو ما يدلل على طيب نفوسهم وكرم منبتهم بل انهم قاموا بما قاموا به بتشجيع من ابائهم وامهاتهم للوصول الى غاية شريفة ونبيلة الا وهي احقاق الحق وازهاق الباطل لما عانوه في عهد الشاه من ظلم ورسموا لنا صورة من الملاحم قلما تكرر في التاريخ وتعجز حتى الالياذة والاوديسة وشاهنامة الفردوسي وبطولات العرب والغرب عن محاكاتها وان سماع مآثرهم وهي كثيرة يبعث في نفوس المستمعين والرواة الشجن ويبلل الخدود بالدموع وللاسف فأن اكثرهم غيب تحت الثرى وفي السجون وحوصر اعلاميا فأختنقت كلماتهم وربما لو تسنى لهم البقاء لماتوا كمدا على الحالة التي وصلت اليها بلادهم
لكـــــــــن
ان قسوة الواقعة بعد ان تسمع قصص الشهداء والمناضلين الاوائل تشتد وتتعمق بسبب الاحساس بالمرارة بسبب الخيانة التي تعرض لها اولئك المناضلين ، فقد انتهت الحرب الضروس الطاحنة التي استمرت ثماني سنوات وراح ضحيتها ابناء ومقدرات بلدين عظيمين في دوامة من الجذب بين الساسة على كلا الجانبين لكنها وحدت الايرانيين على مختلف قومياتهم وانتمائاتهم امام المعتدي المتمثل في صدام حسين ولم يعلموا ان هنالك عملية منظمة تجري في الجبهة الخلفية على يد رجالات الدين للسيطرة على مقدرات بلدهم بالكامل ، اذ حصلوا - اي رجال الدين - اولا على موافقة الشعب على الدستور الاسلامي الذي نال موافقة اغلبية الايرانيين خلال فترة وهج الثورة مستغلين خشية الشعب على بلدهم من التمزق والصراعات الداخلية والاعتداءات الخارجية وهو دستور انشأ معادلة يصعب فهمها تهدف الى تقسيم السلطة بين الزعامات الجديدة بعد ان جرى اخراج وطرد وتحجيم اي معارضة حتى لو كانت من رجال الدين العقائديين الاوائل الذين احس بعضهم بمدى الانحراف الحاصل وتم كذلك تشديد القيود على اي عملية تغيير قد يطالب بها البعض على الدستور واذا ما ناقشتهم بشأن الدستور الحالي فانك ستسمع دوما العبارة التي يجيبونك بها بسرعة الا وهي ان هذا الدستور الحالي قد تمت الموافقة عليه من قبل اغلبية الشعب متغاضين عن حقيقة ان الدستور قد اقر في فترة حرجة من التاريخ الايراني وان جميع دساتير العالم تسمح دوما باجراء تغييرات كي تتمكن من الاستمرار ومتغاضين عن حيقيقة اخرى وهي ان اغلبية الشعب الايراني الحالي ولد بعد الثورة ولا يمكنه الشعور بما وقع بل انه يشعر بالظلم الواقع عليه حاليا فقط فلماذا لا يحق له التصويت على اجراء تغيير في الدستور او حتى استبداله او حتى الثورة مجددا على الواقع القائم ؟

ان سيطرة المتدينين لم تشمل المؤسسات الرسمية كمجلس الشورى والحكومة والقضاء او ما يسمونه بالسلطات الثلاث بل تجاوزوا الامر الى انشاء سلطة بديلة يتزعمها المرشد الاعلى للثورة الاسلامية يحق لها نقض اي قرار يصدر عن تلك السلطات على الرغم من انها سلطات دستورية وتم انشاء جيش او تكتلات عسكرية وامنية تتبع قراراته سلطت على رقاب كبار المسؤوليين ومنهم رئيس الجمهورية نفسه والبرلمان الذين تم انتخابهم من الشعب وفرض المرشد سلطته على المسؤولين الايرانيين في الخارج ايضا اذ ان كل سفارة ايرانية يرافقها ممثل عن المرشد يمتلك صلاحيات اكبر من السفير نفسه وجرى تعيين زعيم الثورة اماما له مطلق الصلاحيات الدينية والدنيوية باعتباره ولي امر المسلمين بل واكثر من ذلك فقد تم تلقيبه بممثل الامام اي الامام الثاني عشر ، اي ممثلا ونائبا عن الامام الاخير من ائمة اهل البيت النبوي الشريف ولم تنته القضية عند هذه الاجراءات فحسب بل تم الغاء الاحزاب والسيطرة على وسائل الاعلام المرئية والمسوعة والمكتوبة وجرى فرض رؤية عقائدية على السينما والتلفاز والصحافة والادب والفن وخلق محتمع احادي الثقافة والتفكير والمظهر فانصهر المجتمع في بوتقة من القرف والملل المرعبين ، كل ذلك في اطار خلق مشروعية الهية ودينية جرى التنظير لها قبل وبعد الثورة في ما سمي بولاية الفقيه وهي النظرية التي لاقت اعتراضا واسعا في الوسط الشيعي لكن تم اخماده وخنقه بسرعة

ان الثورات تفشل لانها تبقى مجرد ثورات واذا لم تتبنى المنهج المدني في الحكم بعد مدة من تحقيق هدفها بالتغيير اذ ان الثورة كما يدل عليها اسمها هي حالة من عدم الاستقرار يقصد منها زعزعة وضع قائم لخلق وضع مستقر في مرحلة لاحقة لكنهم هناك وبعد ما يقارب الثلاثة عقود يتحدثون عن الثورة ويحكمون باسم الثورة ويرفعون شعارات الثورة ، ولسنا بحاجة الى التذكير بان اكثر من نصف الشعب الايراني ولد بعد الثورة ولا يفقه من تلك الشعارات شيء ،لكن سؤالي الاهم ماذا فعلت الثورة ؟ وما الفرق الذي حققته ؟ اقصد بالفروقات التي تنادي بها وليست الفروقات الشكلية من التحول من الملكية الى الجمهورية او تغيير بعض السياسات الآنية .

كان من ابرز اهداف الثورة بعد التخلص من حكم رضا بهلوي هو تحقيق مجتمع مسلم او اسلامي يقوم على اسس اخلاقية وتوزيع الثروات اي خفض مستوى الفقر والتحرر من الدكتاتورية والتخلص من تبعية الغرب لكن بحث اي من تلك النقاط يعطينا نتيجة مغايرة عن الهدف منها،فلقد تراجع الايمان بالاسلام وسط الشباب الايراني كدين او عقيدة اساسية يؤمنون بها بل وللاسف فأن عدد كبير منهم اذا ما سألته عن ديانته يخبرك انه قد ولد وسط عائلة مسلمة اي انه ليس مثلهم او ان يكون اكثر صراحة فيعترف انه لم يعد مسلما واكثر من يسافر للاقامة الى الغرب فأنه سيقوم اولا وقبل كل شيء بتغيير ديانته الى المسيحية او الزردشتية او حتى البهائية والكثير منهم لم يعد مهتما بالممارسات الدينية اي انهم مسلمون تقبلا للحالة التي ولدوا عليها فقط ،وستصدم ايضا من حالة المساجد في ايران فبأستثناء المسجد الرسمي الذي يؤمه اتباع السلطة خلال صلاة الجمعة ويرفعون فيه الشعارات العدائية كما نراهم في التلفاز فأن المساجد الايرانية في حالة يرثى لها فالمصلين في اكبر مساجد المدن الايرانية قلة قليلة لا تتناسب مع ما كنا نعتقده وهنالك الكثير والكثر من القصص المؤسفة والمؤلمة التي اسمعها عن حالة الاسلام في ايران وهي امة اثرت واغنت الفكر الاسلامي بشقيه السني والشيعي والمعتزلي على مدى العصور، وهي حالة ادت الى اكبر عملية ردة جماعية عن الاسلام يشهدها التاريخ ، ناهيك عن التفسخ الاخلاقي المروع فالجريمة والمخدرات والفساد هي من السمات التي اصبحت من العلامات الفارقة والثابتة في المجتمع الذي كان يعد يوما اكبر المجتمعات الاسلامية وعيا وادراكا وثقافة وابداعا وللحديث في هذا الموضوع ذو شجون طويلة
اما توزيع الثروات وتحقيق العدالة الاجتماعية وخفض مستوى الفقر والاصلاح فهي الاخرى ذهبت مع رياح التغيير المنشود فالفقر الآن هو الصفة الطاغية على الشعب الايراني الذي يرقد على واحدة من اغنى الاراضي فأيران هي بلاد الفصول الاربعة اي انك تشعر بالفصول الاربعة
خلال اليوم الواحد على امتداد الربوع الايرانية فيمكنك التمتع بالشمس الساطعة على شواطيء الخليج الجنوبية وان تركب الطائرة بعدها لتتزلج على قمم الجبال الشمالية في اليوم التالي وان تستنشق نسائم الربيع عند منابع الانهر في الوسط و الغرب وان ترى الخريف في الشرق هذا اذا كانت رحلتك في حزيران او تموز الساخنين في دولنا الخليجية، وايران هي بلد الربيع التي يتغنى شعراؤها بالزهور والعطور والجمال والطبيعة اكثر من غيرهم ربما ،ناهيك عن انهار النفط ومناجم الحديد والصلب والكبريت وكل ما تتخيله من المعادن اضافة الى الموقع الستراتيجي والثروة البشرية التي انعم الله بها على هذا الشعب المسكين الذي لم يذق يوما هنيئا في تاريخه، لكن الفقر والبطالة المستشريين والفساد الاقتصادي والرشوة والتلاعب بمقدرات الشعب كلها امور تثير فيك الحيرة والدهشة من الوقاحة التي يتحدث بها المسؤولون الايرانيون والذين يصمون اسماعنا بكلماتهم عن الاخلاق والمباديء والوطنية في جميع المناسبات

اما الدكتاتورية فهي كارثة اخرى فحاول ان تنسى ما ذكرته في السطور السابقة وهي وحدها كافية لتشعرك بحجم الدكتاتورية في ايران الحالية لكن تذكر ان الرئيس الايراني الذي يتم انتخابه لاربع سنوات يمكن تمديدها لاربع سنوات اخرى بعد اجراء عملية من الفرز والتدقيق السريين على المتقدم للترشيح والتأكد من ولائه للنظام هو رئيس ضعيف وشكلي ولا يعدو دوره وزيرا للخارجية او الاعلام اومديرا في ادارة حكومة تصريف اعمال ولا تغرنك التصريحات النارية والخطابات البراقة الصادرة عنه فهو مجرد واجهة لحكومة خفية ورهيبة من الوصولويين والمنتفعين والمافيا التي تتاجر بالثروات واني تعرفت الى شباب في مقتبل العمر حصلوا على ثروات مهولة لمجرد انهم من ابناء السلطة او عرفوا كيف يمكنهم التعامل مع السلطة ويكفيك تخيل وتقارن اثرياء دول الاتحاد السوفييتي السابق لتشعر بحجم الدمار الواقع على الارض الايرانية ، يقولون ان الشاه قد فعل كذا وكذا لكن ما فعله آية الله خلخالي لوحده في محاكمه الثورية الوحشية التي لم تميز بين بريء ومجرم فاق كل التصورات وتجاوز كل الجرائم التي ذكرها التاريخ عن المجازر قبل الثورة حتى اصبحت مضربا للمثل في القسوة والفظاعة ، واني هنا اذكر بالمنسيين في ايران من غير المسلمين الا وهم ابناء الاقليات الاخرى كالبهائية واليهودية والزردشتية والمسيحية الذين لا يحق لهم التعيين في الوظائف العامة ولا حتى استكمال دراستهم الجامعية في كثير من الاحوال حتى بدأ العديد منهم يسلك طريق الهجرة والحصول على مأوى له يوفر له الكرامة والامن

لقد تعرض الاسلام كما الشعب الايراني الى ضربة قاصمة وقوية ولا اعرف عدد العقود اللازمة لاصلاح العطب والضرر الشديدين الذين وقعا في دوامة الجنون هذه وان المذهب الشيعي الذي افخر بانتمائي اليه والذي كان يتلقى الضربات الخارجية واحدة تلو الاخرى فيخرج اكثر قوة وحيوية قد تلقى هذه المرة ضربة موجعة من الداخل هذه المرة تمثلت في تشويه المباديء والاسسس النبيلة التي قام عليها في ايمانه بالعدالة والمساواة والتطلع نحو الحرية وعدم قبول الضيم والظلم فأصبح ورقة يتلاعب بها المتلاعبون للخروج بنظريات ثورية تبرر وجودهم ورغبتهم بتعبئة الشيعة المتواجدين خارج الاراضي الايرانية مستغلين حالة القمع والدكتاتورية المستشرية في دول المنطقة والتي نالت طائفتنا نصيبا كبيرا منها مثلها مثل باقي القوميات والطوائف لكن بمسميات مختلفة وانني على يقين من خلال معرفتي بالوضع الايراني ووضع الحركات الاصولية حتى تلك المنتمية للمذاهب الاخرى كحركات الجهادية السلفية في مصر ولبنان واليمن والباكستان والجزائر وباقي دول العالم الاسلامي من ميل الى التجبر والاستبداد والاستهانة بكرامة الفرد والمجتمع وتبنيها لنظرة غامضة ومتشددة للدين سيؤدي الى قيام حالة مشابه للوضع الايراني او حتى اكثر ظلامية كما كان الوضع في افغانستان في عهد المجاهدين وطالبان .
اتمنى ان يسعفني الوقت والجهد لاحقا للتفصيل اكثر في هذا الموضوع الذي كتبته واصوات الايرانيين تلاحقني وهم يتحدثون عن آلامهم ومعاناتهم ويأسهم من كل شيء ، لقد يأس الشعب من فعل شيء لكني اظن ان للتاريخ صروف وعبر ، فالدكتاتورية الاسلامية الايرانية تشبه الى حد كبير الدكتاتورية البلشفية في الاتحاد السوفياتي السابق في كونهما دكتاتورية طبقية رغم وجود منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي او ( او الفقيه الولي ) في التعبير الايراني وهي طبقة قد تتعرض الى هزة في يوم ما فيخرج من وسطها رجل يرغب بالتغيير فيحصل التغيير الغير معروف كنهه وان هذا الصنف من الدكتاتورية اكثر خطرا واطول بقاءا لكنه مثل اي دكتاتورية فردية اوطبقية سيسقط حتما ولا اعتقد ان الثورة ستكون طريقا نحو التغيير هذه المرة فلا الشعب بات يؤمن بالثورة الجديدة ولا السلطة القائمة مستعدة بسبب طبيعتها الثورية اساسا لقبول اي تغيير مماثل
بل انها تعمل ونذ نشاتها الى قمع واخماد اي تحول يطرأ علي بيئتها الاستبدادية الخصبة