الخميس، 16 أكتوبر 2008

( الانسان بناء الله على الارض، ملعون من هدمه) حديث شريف


من اجل يوم نقدس فيه الانسان العربـي

انها اروع عبارة قرأتها في حياتي ، اذ اختزلت كل ما افكر فيه و كانت كلمة الحسم بين ما نراه ونعيشه وبين ما نؤمن به او يؤمن به
الاسوياء من البشر ، نعم انها الكلمة الاجمل والاكثر دقة في وصفها لواقعنا المر والمتخبط انها كلمة (الهدم ) وليست تلك الكلمات الجزئية المسوفة في وصفها للقتل او الابادة او الايذاء او الاعتداء او التجويع او الاضطهاد وكل المصطلحات المرعبة الاخرى التي فقدت هيبتها بتكرارها اذ ان ما تمدنا به وسائل الاعلام العالمية والمحلية من صور ومصطلحات يخفف بشاعة ما يجري على رؤوس العباد والاشهاد حتى صرنا مدمنين لتلك المشاهد وتلك الاخبار والمصطلحات كصنف من صنوف السادية الغير معلنة بل ان ما يحدث في منطقتنا لو حدث في دولة من دول الموز والكاكاو لكان سببا لرفضهم وتوحدهم وهبوا لمواجهة كل من يمس حياتهم او كرامتهم لكننا اكتفينا بالمشاهدة واكتفينا بالصمت وتقبلنا بكل سهولة ما يحدث.
الهدم ليس فقط ان نقتل انسانا فنحيله الى جثة هامدة بل الهدم الافظع ان نقتل كل شيء جميل وبريء وطاهر في داخل بني جلدتنا فيصبحون امواتا احياء تمضي بهم الايام والسنون فلا خلاص ينجيهم ولا شفاء يخفف عنهم ، اني وبسبب هوسي المفرط بالعقل البشري حاولت جاهدا ان اعرف ما يشعر او يفكر به الناس من اصدقاء وزملاء واقارب وحتى من الذين التقي بهم لقاءا عابرا والذي يصدمني في كل مرة ان لدى كل واحد فينا الف قصة وقصة تثير من الأسى ما لا يسعني معه الا ان اكتم غصتي، اننا فعلا امة ميتة حية تقبلت وبكل سكون وتواني الذل والمهانة والقسر رغم تبجحنا بتراث الاباء والاجداد المشحون بقيم الكبرياء والمنعة وان كنت اجده تراثا خاويا في محتواه لأنه اختزل في بيت شعر عربي واحد يقشعر منه بدني كلما تذكرته وهوعندما يقول شاعرهم وبكل فخر واعتزاز
والظلم من شيم النفوس فأن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
ولشد ما فرحت وصعقت في آن معا عندما قرأت تقريرا حول رواندا افاد انها قد تحولت الى مركز تكنلوجيا الاتصالات في غرب افريقيا وجنوب الصحراء بعد خمسة عشر عاما من المذابح المروعة حتى استحقت لقب سنغافورة الافريقية رغم كل ما مرت به ورغم الايدز والفقر والعزلة عن البحر وضعف الموارد حتى اصبح ما تنتجه في هذا القطاع يفوق ما تنتجه افريقيا السوداء الفقيرة الثرية بأجمعها ،فرحت لان شعب رواندا اثبت ان الحياة تستمر وحزنت لان شعوبنا العربية تثبت يوما بعد يوم ان الحياة ليست حتى شيئا جديرا بالاهتمام.
اني اكتب هذه الكلمات وتمر بخاطري صور ومشاهد أناس تحاورت معهم وحتى ما ممرت به كأنسان عربي - لأني اعتقدت وما زلت اعتقد اني لن اتمكن من فهم نفسي ما لم افهم الاخرين - وفي احد الايام هزتني دموع رجل مسن تناقشت معه حول ما يحدث في دولة عربية من قتل وابادة وقد استذكر حينها مشهدا رآه بالامس على الفضائيات للجثث المتناثرة والمتقطعة لمذبحة شبه يومية تجري في تلك الدولة ، انها المرة الاولى التي اشاهد رجلا يبكي على الاقل في سن مثل سنه لكن دهشتي لم تدم عندما تذكرت انه ليس من جنسية عربية بل على العكس ان بلده قد مر بحرب دامية مع الدولة المذكورة، ان هدم الانسان العربي الجمهوريات الملكية لا يحدث في الاقبية والسجون السرية بل يحدث بين ظهرانينا وامام اعيننا فلا نجيب صريخا ولا نحرك ساكنا وان فعلنا شيئا فاننا وللاسف نكتفي بالاعراب عن الاسف !!!!
ان خطورة الهدم البشري بشقيه الجماعي والفردي تكمن في طبيعتها فهي عملية تفاعلية تسلسلية متشعبة فأننا اذا مسخنا انسان او مجموعة من الناس فأننا نخلق وضعا يستنسخ نفسه مع مجاميع او افراد آخرين وليست كعملية الهدم المادي التي تحيل البناء الى ركام لا حراك فيه فهي عملية تجري بأتجاه واحد، اننا بحاجة الى ان نتكلم وان نناقش ونرفع الاغطية، بحاجة الى خلق احساس بالادمية الحية،يجب ان ننوع مصادرنا المعرفية والفكرية بل وحتى العقائدية، ان نمر بعملية شفاء طويلة وصعبة وربما بحاجة الى يوم واحد من ايام السنة المملة نخصصه لقدسية الانسان العربي نعلن فيه ان الانسان بناء الله على الارض، ملعون من هدمه.

ازهر مهدي

ليس بالسياسة وحدها تحيا الامم





(شاب عراقي لطيف يحب احاديث السياسة )

عبارة اطلقتها اغاثا كريستي في وصفها لشخص عراقي ورد في احدى روايتها البوليسية و لم تأتي كلمتها تلك من فراغ فهي قد عاشت في العراق وعرفت الكثير من خصائص هذا المجتمع الذي يستعصي على فهم الكثيرين ، اننا شعب يحب الحديث في السياسة ويؤمن بالسياسة ويقدس السياسة لكنه لا يجيد السياسة ، فلقد انصب تفكيرنا السياسي في الجانب العقائدي منه فكانت القومية العنصرية والشيوعية القسرية والاصولية التكفيرية هي الانماط التي جلبت لنا الكارثة تلو الكارثة وفي كل مرة نقول ان القادم افضل من السابق لكن العواقب اخطر دوما والندم والتحسر على ما فات هو كل ما حصلنا عليه لكن ولات حين مناص ولم نفكر يوما بان السياسة هي وسيلة وصل ويصل من خلالها المنتفعون ليحكموا بها المساكين والمعذبين في الارض ولم نفكر ان الساسة هم مجرد موظفين يمكن خلعهم واستبدالهم بالاصلح ( ان وجد بينهم الصالح ) فكانت كل حقبة اسوأ من سابقتها لأنها وليدة عنها ووريثة شرعية لها، لكن ما العمل لشغل الفراغ الذي ملأه الساسة وداسوا عليه بعدها بأحذيتهم البراقة ؟ اظن الحل الامثل هو باتباع اسلوب التقليد الخلاق الذي تسير عليه الأمم الوليدة الحديثة – في مقابل التقليد الاعمى الذي سرنا عليه – بواسطة الحجر على السياسيين ومراقبتهم اذ للأسف فهم شر لا بد منه ونحن ملزمون بالعيش في ظلهم الوارف !!!!!! لكن كيف ؟ الحل هو بتقليص سلطاتهم وصلاحياتهم وعدم السماح لهم بالتغلغل الى مناحي الحياة القصيرة والضيقة التي وضعونا فيها من جهة والسماح للمؤسسات المدنية والدستورية المستقلة بتولي العمل وادارة البلاد كما هو حاصل في جميع بلاد الله المتحضرة فمن الطريف حقا ان لديهم احزاب تهتم بالبيئة واحزاب تهتم بالعمل الاجتماعي واحزاب تهتم بحقوق الانسان وهي ذات دور فعال في ادارة الدولة فالجميع يحترمها والجميع يسترضيها الاسلوب الآخر هو الاندماج مع تلك الامم واستيراد ( واقول استيراد ) طريقتهم في العيش والحكم فقد اثبتنا فشلنا كأمم متخلفة عن ركب التقدم والتواصل مع انفسنا ولم ننجح الا بخلق النزاعات والاضطرابات فصرنا عالة على الغير مشردون في الارض مذبوحون في ديارنا غرباء عن هذا العالم وجيراننا الالداء الذين شمتوا بنا حينا ونصروا جلادينا وانتهبوا خيراتنا في احيان اخرى يتربصون بنا الدوائر للانقضاض والتشفي بنا ، لكن قد يعترض السادة من السياسيين الافاضل انه كيف يمكن الانسلاخ عن ماضينا وتراثنا وقيمنا ومحيطنا وكل تلك الاجوبة الجاهزة والمعلبة التي يصمون بها اسماعنا في الليل والنهار؟ اقول لهم وانا العبد الحقير الذي لا يمتلك تجربتهم السياسية المحنكة ولا استطيع رفع شعاراتهم العصماء ان كل ذلك لا يساوي حياة انسان عراقي عانى ويعاني من تلك القيم ومن ذلك الماضي التليد الذي زهقت فيه الارواح بالملايين وليس الالاف وها قد خبرنا الاخوة المجاورين لنا عرفنا مدى حبهم لنا ونحن ننتمي الى نفس المنطقة ونتشارك معهم نفس التاريخ واللغة والدين والثقافة
ان التقليد الخلاق او استيراد التجارب الناجحة من تللك الامم المتحضرة ليس امرا بعيدا عن الواقع او التاريخ فالمسلمون استوردوا اسلوب الحياة الفارسية والاغريقية والسريانية وغيرها من الثقافات الاخرى فأنتجوا حضارة راقية لازلنا نتباكى عليها وان امة عظيمة مثل الهند قد استعملت اللغة الانجليزية لغة رسمية لها ونقلت جميع مناحي التمدن المعاصر اليها والعالم كله يشهد النهضة التي تعيشها الهند لكن بقي الهنود هنودا ولم اسمع من هندي وانا مقيم في دبي انه يخجل من هنديته بل على العكس دائما يفخرون بأنهم ينتمون الى بلد ديمقراطي ذي تاريخ يضرب بأطنابه في اعماق التاريخ ناهيك عن اليابان وكوريا وباقي النمور اللآسيوية ، ومرة اخرى كيف ؟ لقد تحولوا الى شعوب متعلمة ثم الى شعوب منتجة ومن ثم الى شعوب مبتكرة وهم يسودون العالم بأنفتاحهم على العالم محتفظين بقيمهم وتراثهم و وبساطتهم وشرقيتهم.
اننا يجب ان نتوقف عن السياسة العقيدية ونتعلم السايسة العملية التي تؤمن بفن العيش وان نؤمن اننا لسنا فئران تجارب عرضة ليتحكم بنا كل من هب ودب من المغامرين

ازهر مهدي

Azhermahdi@gmail.com

الاثنين، 6 أكتوبر 2008

هناك حكمة تقول ان حياة الأنسان تبدأ بعد الاربعين !!!!!!

عبارة قالتها لي البائعة الاسيوية عندما شاهدتني اتفحص بعض الملابس الشبابية الجميلة في احدى المحلات الراقية في دبي ولما اقتربت مني مبتسمة وهي تقول كيف اخدمك سيدي ؟ شعرت بأني في المكان الخطأ فما كان مني الا ان اجبتها بالنفي قائلا (كلا شكرا انا اتفحص الملابس فقط فأن عمري لا يساعدني على لبس الملابس الشبابية جدا للأسف !!! ) ، فما كان منها الا ان ابتسمت مرة اخرى لتقول ( كلا يا سيدي لا اظنك محقا اذ إن حياة الرجل تبدأ بعد الاربعين ويمكنك ان تلبس ما تحب وتعيش كما تحب )، ولم تنس ان تبتسم ابتسامتها الخفيفة الهادئة للمرة الثالثة ، لا اعرف لماذا تذكرت حينها بائع السمك في بلادي عندما تتناقش معه حول اسماكه ونوعيتها وصلاحيتها فيجيبك قائلا بتعالي ووقاحة و رائحة السمك الخانقة تفوح منه ( ان هذا السمك ليس طعامك ) - اي انك لست ذواقا لتعرف قيمة السمك او نوعيته - وفعلا ساعدتني تلك البائعة الآسيوية لايجاد بعض الملابس الجيدة التي تناسبني مع اضفاء الروح الشبابية عليها ( علما اني لم ابلغ الاربعين لكن اثر الايام كان كافيا ) وبعد ان اشتريت بعضها خرجت من المحل سعيدا بما لدي واكثر ما ابهجني ان هنالك من ذكرني بشيء لعلني سمعته قبلا لكن ليس بهذا اللطف ، ربما كانت تلك البائعة تمارس عملها في الترويج لبضاعتها او ربما هي لطيفة بالفعل او ربما هي الحقيقة ايضا ، لم يهمني حينها اي من هذه الامور فالمهم اني سعيد بما اشتريت وبما سمعت ، احيانا تكون الاحداث والوقائع التي نواجهها في حياتنا ليست بالامر المهم بقدر اهمية نظرتنا الى هذه الاحداث والوقائع فلماذا لا يستمتع المسنون بما لديهم من تجارب ككنز اكتسبوه وامتلكوه بدلا من التحسر والأسى فأن الانسان في شبابه يسعى الى ما لم يمتلك بعد وبمعنى آخر انه لا يستمتع بالحياة الا بعد تجارب وخبرة، ومثال آخر على النظرة الايجابية او السلبية للاحداث فعندما يصطدم شخصان في الطريق وتسقط اغراضهما فيعتذر احدهما من الآخر ويساعد بعضهما البعض وقد يصبحان صديقين في المستقبل ، وعكس النتيجة عندما يصطدم شخصان آخران فيتبادلان الشتائم والاتهامات لينتهي بهما الامر ربما في مخفر الشرطة فهي حالة واحدة ونتيجتان مختلفتان ، اتذكر طفولتي نهاية السبعينات الجميلة عندما اصطدمت سيارة والدي بسيارة اخرى في طريق العودة من مصايف الشمال الخلابة في العراق فانتهت المسألة بحل بسيط وودي الا وهو ان شيئا لم يحصل ويمكن اصلاح الضرر بسهولة وتحركنا جميعا من دون ان يؤثر ذلك الموقف على اجازتنا الصيفية الممتعة !!!، تذكرت ابناء شعبي سابقا ولطفهم وهدوئهم وتذكرت ايضا المسار التدريجي الذي هبطنا به الى حالة من التوتر والتشدد والتناحر والتسابق الغير منطقي نحو التسلط في جميع مجالات الحياة ناهيك عن الكوارث الاخرى بسبب زمرة من المغامرين والاشقياء الذين سيطروا على البلد في ليل اسود منذ ثلاثين عاما فحولوا اجمل واغنى واعرق بلد الى ما هو عليه الان ، خلاصة الامر ان الكثير من الاحداث اليومية قد لا تحمل معنى محددا بذاتها بقدر ما تحوي امكانية إثارة ردة فعل سلبية او ايجابية في الانسان الذي بدوره يتفاعل مع الامر من منظوره الشخصي ، انني عندما افكر بهذه الطريقة لا اريد ان اجرد الاشياء من معانيها بل ما اريد قوله اننا يجب ان نستوعب المعاني ونستخلص العبر ونظهر طاقتنا الايجابية عند التعامل مع الطواريء او حتى الاحداث العادية العابرة وإلا فكيف نفسر قدرة الكثيرين الذين حولوا مصائبهم و معاناتهم الى ابداعات خلاقة ؟ بل ان منهم من اعتبر ان ما مر به كان ضروريا ليصل الى ما وصل اليه.
يبدو ان هنالك ثقافات ذات طاقة ايجابية واخرى على العكس تماما فبعضها يمجد مفاهيم التسامح والتواضع والتعاون واللطف فيكون تعاملهم مرحا وبالنتيجة تكون حياتهم العملية اكثر ابداعا لان لديهم طاقة بناءة تصلح العطب وتداوي الضرر، ولا ينسى الاطباء عند دراستهم لظاهر طول متوسط العمر لدى بعض الشعوب التطرق الى حالة النظرة الايجابية للحياة وأثرها على حياة الانسان وذلك من ضمن قائمة تشمل التغذية والتمارين الرياضية والعلاج وفي الجانب الاخر نلاحظ ثقافات ذات طاقة سلبية تسعى الى فرض وجودها بأفراطها بمبادي القوة والتسيد والتسلط والتعالي او بمعنى آخـر ( أتغدى به قبل ان يتعشى بي ) او بمعنى آخر ( انا أولا ولا شيء بعدي وليذهب الجميع الى الجحيم )
وهي عموما مفاهيم ورثناها او خلقناها وبررناها ومما يححز في النفس أننا تلقفنا وابتلعنا وهضمنا كل شيء من التكنلوجيا الاستهلاكية ولم نتعلم بعد الاسس الحقيقية التي سبقت التكنلوجيا وسبقت التقدم فالحضارة والتقدم هما عبارة عن مباديء واخلاقيات اكثر من كونهما انتاج صناعي مهما اختلفنا مع تلك المباديء والاخلاقيات ، وفي مرة عندما حدّثنا احد الاشخاص عن انبهاره بما شاهده في الصين ويقينه بأن الصين ستغزو العالم في المستقبل القريب وأن شمس العالم المتحضر التقليدي ستغيب خلال مدة وجيزة ، أجابه احد الحاضرين جوابا رائعا عندما قال ان ما يحدث في الصين هو عبارة عن استنساخ وتقليد لما حصل في العالم المتحضر التقليدي الذي نعرف وإن الحضارة الحية هي التي تنتج ابداعا وفكرا وفلسفة وفنا ومؤسسات اجتماعية وتكرس حقوق الانسان بالاستناد على التخطيط الدقيق والتنظيم المدروس وان الصين رغم ما تقوم به فهي تعمل على سرقة الابتكارات واعادة تصنيعها ولحد ألان لم نسمع عن تطور اجتماعي او ثقافي يذكر يترافق مع تلك الفورة فالمداخيل بصورة عامة لا تزال منخفضة بإستثناء القلة القليلة ولا يتمتع الفرد بأي امتيازات او ضمانات اجتماعية – في آخر قلاع الشيوعية العمالية والفلاحية - وقد هجر الكثيرون مزارعهم للالتحاق بالمصانع التي أنشاها المستثمرون هربا من قوانين العمل والضرائب في بلادهم ناهيك عن سيطرة الدولة على حرية الفكر والاعلام واشرافها المتزمت على الفكر والادب والفن والانجاب وتفشي الفساد والرشوة وازدهار طبقة من السياسيين النفعيين الرأسماليين بلا وازع او رادع
وأن بدأت المقالة بالكلام الرائع للبائعة البسيطة فاني لا انسى كلمة ارسطو عندما قال ( قد يكون الشاب عالما لكنه لن يكون حكيما لأن الحكمة تتطلب ممارسة وتعوّد ) واعتقد ان ما مر به شعبي مع شعوب المنطقة منذ القدم بحلوه ومره اكبر فرصة لنكتسب الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا.

ازهر مهدي
Azhermahdi@gmail.com

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

هل صحيح أننا أمة لا تعرف الفرح ؟!

هنالك اغنية عراقية قديمة جديدة - لا اعرف ان كانت اللهجة مفهومة لدى الاخوة والاخوات من غير العراقيين لكنها تبدأ بجملة - خطار عندنا الفرح - اي ان الفرح قد حل ضيفا علينا وهي رغم قدمها لا زالت تقول الكثير عن حالنا الواقع انها تتكلم عن الفرح وكيف اننا حزانى لان الفرح يمر سريعا بنا لانه ضيف عجول يمر بطرقاتنا ومساكننا كالنسمة التي لا تقر،اننا تعيسون لان الفرح ليس رفيقا دائما .......الى آخر الكلمات الحزينة واللحن الاكثر حزنا ،هل اننا شعوب سعيدة ؟لا اعتقد ،المشكلة اننا لا نعرف كيف نكون سعداء ولا نصدق اننا سعداء اذا حل بنا ضيف الفرح .هل ولدتنا امهاتنا لنظل اسرى هذا الحزن الدائم؟ هل صحيح اننا لا نستطيع الا ان نستسلم لهذا القدر السرمدي؟ هل جربتم ان تضحكوا من دون ان تجدوا من ينعى عليكم ضحكاتكم ومسراتكم او يحتسبها لديه ليقوم بتنغيصها عليكم لاحقا ويفكر الف مرة كيف يطرد عنا وعنكم هذا الضيف الخفيف الظل الذي لا يزورنا كثيرا؟ نحن امة لا تعرف الفرح ولا تحب الفرح ولا تقدر الفرح كم حزينة هذه الاغنية بكلماتها الحزينة والمتشائمة في نظرتها الى الفرح؟ كنت احسب ان وطني العراق قدر له ان يظل جريحا وحزينا لانهم ارادوه ان يكون كذلك لكنني رايت ان العرب امة تخجل من الفرح وتخاف منه لا نفتح له ابوابنا اذا مر بنا لا نحتفل به اذا ابتسم لنا لا نحتضنه اذا سلم علينا لاننا نخاف من ضحكاتنا ونخاف الذين يشاهدوننا نضحك لانهم قد يضحكون علينا او حتى قد ينتقمون منا بسبب هذه الجريمة لكن هل نستسلم ونقبع تعساء في مراقدنا وننتظر الضيف الذي يمر سريعا؟ لماذا لا نتبنى الفرح؟ لماذا لا نعشق الفرح؟ لماذا لا نحيا مع الفرح؟ لماذا لا نتبرأ من الذين لا يفرحون او يتركوننا نفرح؟ لماذا لا نخرج الى نور الشمس ونقيم مهرجان الفرح مثل بقية الشعوب الذين يفرحون بابسط الاشياء؟ بعضهم يفرح بالغناء او بقراءة قصة قصيرة او القيام بعمل يغمره بالسرور او بلقاء الاحبة او بالخروج لاستكشاف الحياة القصيرة والواسعة ففيها الكثير الذي ينتظرنا أوممارسة أي هواية بسيطة لكن مهمة
آملا ان نشعر بالفرح جميعا ونرفع صلواتنا لشعوب امتنا ان تنسى لغة الموت وان يعمها السلام فقد قاست أمتنا اكثر من اي امة اخرى واسقطت كلمة الفرح من قواميسها، في المرة القادمة اتمنى ان لاّ يمر الفرح بنا وبكم ضيفا عجولا بل ان يبقى بين ظهرانيكم حتى ابد الابدين

ثورات الزهور وثورات القبور من جورجيا الى مصر ومن سيكاشفيلي الى حسني مبارك

"عندما التفت خلفي وجدته يقدم لي باقة من الزهور"

هذه العبارة التي قالها من يسمى الدكتاتور الجورجي السابق ادوارد شيفاردنادزة بحق غريمه المعارض ميخائيل سيكاشفيلي عندما فتح حرس البرلمان الابواب وليس الرصاص للمعارضين ليدخلوا الى قاعة البرلمان مطالبين بتنحي الدكتاتوررررررررررر عن منصبهه ليتنحى بعدها ادوارد شيفاردنادزه عن منصبه ويترك الحكم الى غريمه الشاب في نفس اليوم ، في ثورة من الزهور لبلاد لا تنتج شيئا سوى الفواكه والنبيذ وفعلا فالزهور كان لها عظيم الاثر في الجميع ،فلم ترق قطرة دم واحدة بعدما رفض الجيش خيانة شعبه ولم تعلق المشانق في الطرقات ولم يدخل الناس الى السجون والاطرف من ذلك ان الدكتاتور الجورجي لم يتفوه بالسباب والشتائم على معارضيه ولم يتوعدهم بالويل والثبور والعمالة والتحالف مع اطراف اخرى ولم يهددهم بقطع اعناقهم وارزاقهم !!!!!!!!!!! بل تنحى بكل هدوء ولم ينس ان يذكر العبارة اعلاه بحق معارضه العنيد في مقابلته التلفزيونية على قناة ابو ظبي الفضائية والجميل انهم اي الجورجيين واصلوا حياتهم البسيطة في اليوم التالي وخرج كل الى عمله بل واستمر الجميع بزراعة الزهور ولم ترهبهم روسيا بجبروتها وطغيانها الذي صدرته الى عالمنا العربي والاسلامي المسكين ،وقبل مدة شهدت جورجيا انتخابات حاسمة لتقرير مستقبل الدولة الصغيرة والستراتيجية في آن معا ، في ظل اجواء ديمقراطية صاخبة لكن متحضرة لدولة حديثة العهد بالديمقراطية لكنهم حتى في طفولتهم السياسية اظهروا نضوجا ووعيا يجب ان نحسدهم عليه فلم تعلن الاحكام العرفية ولم يحصل الرئيس الحالي والمعارض السابق على نسبة الالف بالمائة ولم يخرج النقاش عن حدود الادب ولم تشهد البلاد اعمال شغب قبل اعلان النتائج النهائية وبعدها ، اما نحن الذين نتشدق بالتاريخ والاخلاق والتقاليد والاعراف كنا ولا نزال امم مجردة من اي حس انساني او ادبي او سياسي ، نخرج من استعمار خارجي لندخل الى استعمار داخلي اكثر وحشية وظلما وفي كل يوم نترحم على اليوم الذي مضى وفي كل حقبة يقفز ابناء الشوارع والمواخير على ظهور الشعوب ليتولوا السلطة باسم الشعب وباسم الله وباسم الحق وباسم الشرف وباسم المصالح الوطنية وباسم كل ما هو مقدس وهم مجردون من اية قيمة او مبدأ اخلاقي.ولن اكرر الكلام المعروف عن الجرائم التي ارتكبها اولئك او هؤلاء لكن أكبر ما يؤلمني هو ذلك الصمت وذلك الهوان الذي بلغناه على يد من كانوا ابطالا وقادة يوما ما فحولونا الى مسوخ بصورة بشر والافضع هو توانينا واقتناعنا بأنهم قدرنا المحتوم واننا لن نعدم من يقول ان هؤلاء القادة هم افضل من غيرهم لأنهم الوحيدون الذين يعرفون كيف يسوسون البلاد والعباد ، واني ههنا اود ان اسأل الى ماذا اوصلتنا سياساتهم وحنكتهم فأذا تجاوزنا المغرب الذي يصدر فتيات الدعارة الى العالم او استثنينا حروب الابادة المحلية والعربية التي تجري بحق العراقيين وتغاضينا عن التطهير العرقي في السودان او تكتمنا على القمع المستشري في كل الدول العربية فاننا قد نجد انفسنا مذهولين امام تقرير يتحدث عن مصر كنانة العرب التي خلقت النموذج الامثل للدكتاتورية في عالمنا العربي السيء الصيت على يد البطل المفدى جمال عبد الناصر !!!!!!! اذ يتحدث التقرير الذي اعدته الحكومة المصرية بنفسها عن اطفال الشوارع والذي قدر التقرير ان عددهم يتراوح بين 200 الف الى مليون طفل مشرد ربعهم دون سن الثالثة عشرة رغم ان المطلعين على الملف يشيرون الى ان العدد اكبر من ذلك بكثير ووفقا للتقرير يمثل الذكور 92% منهم والباقي 8% هم من الاناث وان نسبة 45% منهن تعرضن للاغتصاب وخمسون بالمائة منهن يمارسن الدعارة ، هذا اذا كانت عمليات الاغتصاب تتم بحق الفتيات فقط او اقتصرت المعاناة على الدعارة فقط لكن ليس كل الاطفال الغير مشردين في كنانة العرب هم من المحظوظين ففي تقرير آخر يتحدث عن احصائيات غير رسمية لعمالة الاطفال في مصر يقدر ان هنالك مليوني طفل مصري تقل اعمارهم عن عشر سنوات يعملون في مختلف انواع الحرف الشاقة والصعبة من دون حقوق او امتيازات او حتى رعاية بسيطة ، هذه هي احصائيات بسيطة لم تتضمن بقية الانتهاكات بحق الأطفال الآخرين وبالطبع فأن التقارير الأخرى عن انتهاك حقوق الكبار والبالغين هي اكثر واوسع وربما مما يخفف من قبحها في نظر البعض ان الكبير يمكن ان يتحمل ما يتعرض له لكن اثبتت التجارب التاريخية ان الظلم لا يستثني فئة دون اخرى فالكبار والصغار في عالمنا العربي هم الضحية وبالتأكيد أنهم اصبحوا او سيصبحون ادوات الجلاد في يوم ما فقد عاشوا وتقبلوا وتفهموا الظلم فلم لا ينقلونه الى غيرهم ولم لا يتعرض غيرهم الى ما تعرضوا له ؟.ومن العجيب ( والعجيب لدينا يضحكنا ويبكينا ) ان الغيرة العربية لم تثر لدى احد و فلم يصدر شيخ الازهر المهتم بتحريم طباعة الكتب والمنشغل بالدعاء للرئيس بطول العمر وهوالمستعد دوما لتنفيذ ما يصدره له المسؤولون من تعليمات اقول لم يصدر تعليماته السامية برعاية هؤلاء الاطفال او اثارة قضيتهم واذا كان منشغلا بمهامه الادارية لم يجد احد من طاقمه الكبير الوقت الكافي لتوعية الشعب عن ما يحدق بهم من اخطار الجهل والفقر والتعصب والمرض والتشرد فقد تمخض العقل الجبار لهؤلاء بأصدار فتاوى غريبة وعجيبة لا تسمن ولا تروي من ظمأ.والمثقفون المصريون حالهم حال بقية المثقفين العرب لا يعرفون من الثقافة سوى كيفية اثارة الكراهية والتحريض على الاخر ولا يجيدون الا فن الصراخ وشتيمة الغرب او الهروب الى دولة اخرى تمنحهم حق الاقامة ولا يمانعون في الوقت نفسه ان تكون تلك الدولة دولة غربية والاعجب من ذلك انهم يعملون ويتآمرون بعدها ضد المجتمعات التي آوتهم وجمعتهم تحت جناحها بعد ان كانوا على قارعة الطريق وقائمة الصامتين طويلة جدا.في كل مرة يزداد يقيني وايماني بأن المفهوم الغربي حول الانسان والانسانية وحول الفرد والمجتمع هو المفهوم الذي يجب ان يسود واننا يجب ان نستورد كل ما تنتجه تلك الحضارة العظيمة من ابداعات وافكار انسانية خلاقة لاننا وببساطة لا نعرف سوى قطع الاعناق والارزاق والباقي في الباي باي

المجتمعات الأليكترونية


كلنا نتذكر الايام الجميلة والبسيطة التي لم يمرعليها وقت طويل عندما كنا نعيش حياتنا اليومية بسهولة ويسر، نستعمل الهاتف الثابت وجهاز الفاكس والتلكس في اتصالاتنا باعتبارها احدث ما وصلت اليه التكنلوجيا المعاصرة آنذاك وكنا نستطيع مخالفة النظم والتقنيات لاننا ببساطة نستمتع بالتحايل على تلك التكنلوجيا المبهرة حينها لنشعر أننا اذكى منها ، لم تكن هنالك كاميرات المراقبة التي تنتهك خصوصيتنا بأسم الاشراف والسيطرة وان وجدت فانها تتعطل بسرعة وكنا متأكدين ان اكثر تلك الكاميرات هي مجرد حديد خردة ستتلف بعد مدة من الزمن لأن تكلفة اصلاحها عالية ، لم تكن هنالك اجهزة الرادار التي تراقب السيارات فكنا نفعل ما نريد بسياراتنا الشخصية ولم تكن هنالك اجهزة الدفع الالية فكنا نستمتع باخراج النقود من جيوبنا لنشتري ما نريد وكنا نعرف كم انفقنا وكم نريد ان ندخر للغد ولم تكن هناك اجهزة صنع الشاي والقهوة فكنا نستمتع بشرب الشاي والقهوة من ايادي امهاتنا او زوجاتنا واذا ما كبر المرء منا اما يتزوج من يحب او يطلب من امه او اخته لتبحث له عن شريكة الحياة، وحتى المعدات والاجهزة والسيارات التي كنا نقتنيها كنا نعرف انها ستظل معنا لمدة طويلة فكنا نتوقف كثيرا لنتعرف على قيمتها النوعية والمادية لأنها ستصبح جزءا من حياتنا لمدة طويلة ، وشواهد كثيرة لا مجال لطرحها وسردها الان ،المهم حينها كنا نظن اننا في قمة التطور و كان لنا الوقت الكافي لنخلو الى انفسنا ونستكشف دواخلنا وكان لنا الوقت والحياة لنعيش مع احبتنا واصدقائنا وابناءنا كل ذلك لم يمر عليه سوى عقدان من الزمن او اقل فتغيرت الحياة من حولنا فجأة وكلنا نعرف كيف والى اين تغيرت تلك الحياة واهلها، فلن اثير الشوق الى الايام الجميلة والتي للاسف كنا لا نعرف قيمتها والان كلنا نتمنى ان يعود الى يوم من ايامها لكن ولات حين مناص.
عندما كنت في احدى الدول العربية لاحظت ظاهرة غربية عند دخولي الى محلات الانترنيت او عند تحدثي الى البعض من اهل تلك البلاد فقد كانوا مهوسيين بموقع التعارف الشهير ألا وهو موقع الفيس بوك فأنتابتني الرغبة لاستكشافه ( وانا هنا لست بمعرض انتقاد الموقع ) لكن حجم الشباب والشابات المهتمين بالموقع والباحثين عن الصداقات والعلاقات جعلني اتساءل عن نوع العلاقات الانسانية حاليا او لما ستؤول اليه الروابط البشرية على الصعيدين العام والشخصي فما الذي يدفع بهؤلاء الشباب والشابات الى البحث عن صداقات مجهولة وهم اذا ما نظروا حولهم سيجدون الكثير من الفرص الطيبة للتعارف الجدي خصوصا ان محل الانترنيت كان يضم العشرات منهم ، كأنهم يبحثون عن صديق او رفيق مجهول او مثالي لن يأتيهم الا عبر اسلاك الكهرباء لكن المؤسف في الامر ان قضية التكنلوجيا تخطت السرعة والدقة والكفاءة ولم تعد التقنية تتعلق بأصدار العاب تسلية او عروض اعلانية او وسائل اتصال جديدة اذ بدأ الانسان يعرض خدماته وبضاعته او يطلبهما كما يعرض جسده ومشاعره او يطلب جسد او مشاعر من اشخاص غرباء في عملية تواصل ميتة وخالية من الاحاسيس ويمكنه بضغطة زر واحدة ان يلغي علاقة او يدخل في علاقة جديدة كأبسط ما يكون ومن دون احساس بالمسؤولية ، لقد اصبح الانسان مرتبطا بكرسيه وجهازه مركزا فقط على السيل الهائل من الصور والافكار والاغرب من ذلك ان الانسان المعاصر وخصوصا الانسان العربي اصبح اقل تعلقا بالافكار الانسانية السامية فظهرت المنظمات الاجرامية والارهابية عبر الانترنيت التي تجند المتصفحين للقيام بأعمال مدمرة وكلنا نعرف ما يجري من حولنا من غسل للادمغة ، ناهيك عن ممارسات الدعارة والاحتيال والخداع.لقد كتب الكثير حول الاثر النفسي والاخلاقي والاجتماعي بشأن هذه الظاهرة وكيفية دفع الاثار المصاحبة لها لكن يبدو ان الانسان غير مهتم بكل تلك التحذيرات لكن المشكلة في منطقتنا العربية هي الاخطر، فأن الشباب من كلا الجنسين يلجأون الى الانترنيت للبحث عن التسلية وقتل الوقت فقط وهو ما يمثل في تقديري 80 % من حجم استخدام الانترنيت لدينا والقضية هنا لا تكمن فقط التلقي والتبادل والتواصل اذ لا بد ان نعترف ان للتكنلوجيا فوائدها العظيمة لكن الخطر يكمن في اننا لم نعد نعرف قيمة الوقت الا في تلك الحظات التي نهرب فيها من الملل ففي ظل وجود البطالة وانعدام الاهتمام المعرفي في المجالات الجمالية والادبية خصوصا ، وكذلك ضعف الروابط العائلية التي اصبحت شبحا يهدد الجيل الناشيء و التقليعات الفنية وحالة الاحباط العقيدي والثقافي لدى شبابنا المعاصر، انعزلنا في غرف او محاجر منكبين على شاشة لا تزيد مساحتها عن بضعة سانتيمترات متناسين الشاشة العظيمة الموجودة في الخارج الا وهي شاشة الحياة.لم نعد نتمكن من العيش من دون ان نسمع رنة المحمول الذي ينغص لحظاتنا صباحا ومساءا ونسير في الشوارع ونحن نخاف بطش الصور التي قد تلتقطها الرادارات ولم نعد نستمتع بتلك الرغبة البدوية الكامنة فينا في الاسراع احيانا ( وهنا لا اشجع على السرعة لكني اتحدث عن الرغبة الكامنة فقط ) واصبحنا مكبلين بالبطاقات الأئتمانية التي تلتهمنا بأسم تسهيل التبادل النقدي واصبحنا نبحث عن شريكة حياتنا بواسطة الانترنيت ومواقع التعارف متناسين السحر الذي كان يكمن في خصوصية العلاقة وبساطتها ونسينا حتى ان نشرب الشاي والقهوة عند عصر كل يوم وسط اهلنا في باحات دورنا العتيقة لكن الرائعة روعة الماضي التليد.
اني اعلم اننا لن نغير مسير حياتنا خصوصا في حالة التلقي والاستسلام لما تقذفنا به التقنيات الواردة من العالم المتحضر الذي تمكن من استيعاب التطور وهضمه وايجاد المخارج للتنفيس عن الاعباء النفسية للتطور المنشود حتى ان هذه الاسطر تعبر عن وصف لحالة اكثر من محاولتها لايجاد حل ما ، رغم اعتقادي المتواضع ان الحل يكمن في قدرتنا على هضم التقنية وكذلك الانتظار حتى نستوعب ما نمر به ، وهو اقصى ما نستيطع فعله لحد ألان .
ازهر مهدي